شرح لمعة الاعتقاد
أبو بكر ناصر الدين وقامع المرتدين
نصر الله تعالى به الإسلام بعدما مات النبي صلى الله عليه وسلم، أولا: جهز الجيش الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جهزه، وأمَّر عليه أسامة اسم> فأرسله كما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم، أشار عليه بعض الصحابة أن لا يرسله، قال: إنهم سيتعرضون للكفار، فقال: لا أترك جيشا جهزه النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسله؛ فذهبوا إلى أطراف الشام اسم> وقاتلوا ورجعوا سالمين غانمين، وكلما مروا بأناس قالوا: لو كان هؤلاء ضعفاء ما أرسلوا هذا الجيش في هذه الحالة.
ثم أرسل أيضا جيشا لقتال المرتدين؛ فانتصروا على كل المرتدين من العرب، وكذلك على المتنبئين الذين ادعوا النبوة كسجاح اسم> امرأة ادعت النبوة، وطليحة الأسدي اسم> وآخرهم مسيلمة اسم> الذي كان معه أكثر من مائة وعشرين ألف مقاتل، توجه إليه خالد بن الوليد اسم> ومعه نحو سبعة آلاف فنصرهم الله تعالى على أولئك الخلق العظيم، وقتلوا مسيلمة اسم> ولما قتلوا مسيلمة اسم> كأن جمعه كانوا زجاجة كسرت وانتثر ما فيها؛ فتفرقوا، وتمت الخلافة لأبي بكر اسم> رضي الله عنه.
ثم بعده بايعوا لعمر اسم> رضي الله عنه، عهد إليه أبو بكر اسم> وأوصاه بوصايا، ورأى أنه أهل للخلافة، وذلك لقوته وصرامته، ثم بعده عثمان اسم> رضي الله عنه حيث اتفق أهل الشورى على تقديمه، ورأوا أنه أولى من يصلح للخلافة، ثم بعد قتله رضي الله عنه بايعوا عليا اسم> رضي الله عنه وذلك لفضله وإجماع أهل عصره عليه، حتى أهل الشام اسم> يعترفون بأنه أولى؛ ولكنهم طالبوا أن يمكنوا من قتلة عثمان اسم> وقال له أهل الشام اسم> ومعاوية اسم> نحن نبايعك ولكن قبل ذلك مكنا من قتلة عثمان اسم> حتى نقتلهم، فقال: بايعوني حتى يتم لنا الأمر، ثم بعد ذلك نتتبعهم ونقتلهم واحدا بعد واحد.
علم رضي الله عنه أنه إذا قتلهم غضب لهم أقوامهم؛ لأنهم سادة وقادة وشرفاء في أقوامهم ومشاهير في أقوامهم؛ فخاف أنه إذا قتلهم أن يثور عليه أقوامهم، فلم يتجرأ على ذلك، ولم يبايعه معاوية اسم> مع اعترافه بأفضليته.
هؤلاء هم الخلفاء الراشدون، والأئمة المهديون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي متن_ح> رسم> وقد تقدم هذا الحديث في مقدمة الكتاب مقدمة الرسالة حيث قال: رسم> عليكم بسنتي متن_ح> رسم> .
يعني: تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وسماهم خلفاء، وسماهم راشدين، وشهد لهم بأنهم مهديون؛ أي: أنهم من أهل الهداية، وهكذا ترتيبهم، ترتيبهم في الخلافة كترتيبهم في الفضل، وورد أيضا في حديث سفينة اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكا متن_ح> رسم> ؛ فإذا حسبنا إذا آخرها علي اسم> وخلافة ابنه الحسن اسم> ؛ فإن أبا بكر اسم> بقي أقل من ثلاث سنين، وعمر اسم> عشر سنين هذه ثلاث عشرة، وعثمان اسم> اثنا عشر سنة هذه سبع وعشرون أو ست وعشرون، وعلي اسم> بقي أربع سنين وتتمة الخلافة خلافة ابنه فكانت ثلاثين سنة.
مسألة>